المعلم مصور "الفيديو" وعدد 5
أثار مقطع فيديو، يظهر تلميذة صغيرة في أحد الأقسام الابتدائية بإقليم عمالة القنيطرة ، كان يخاطبها معلمها بعبارات الاستهزاء والاهانة والسخرية وهي تكتب عدد 5، جدلا وغضبا في أوساط الأسرة التعليمية ولدى الرأي العام إلى درجة أن الحدث كان موضوع سؤال كتابي وجهه رئيس فريق برلماني إلى وزير التربية الوطنية ، يطلب من خلاله فتح تحقيق عاجل لتحديد في الموضوع مع اتخاذ كل الإجراءات الزجرية والعقابية في حق المعلم.
التلميذة الصغيرة ، التي تحمل إسم " نادية " ، كانت تقف أمام السبّورة داخل قاعة الدرس وتحمل طبشورة، والمعلم يصورها ويطلب منها أنْ تكتَب عدد 5 على السبورة، وسط ضحكات و قهقهات التلاميذ، حيث تعذر عليها كتابة هذا العدد بشكل صحيح ، ربما بسبب إعاقة ذهنية أو تخلف مدرسي . لكن الخطير في الأمر أن المعلم كان يستهزئ منها بعبارات مقززة ، عوض أن يأخذ بيدها، ويساعدها على تخطي عقبة الكتابة.
المعلم وجد نفسه أمام سيل من الانتقادات والعتاب الشديد من قبل أغلب من شاهد الفيديو ، فضلا عن كون قضيته طرحت في البرلمان ، مما دفعه إلى نشر فيديو ، لا تظهر صورته فيه ، يقدم من خلاله اعتذارا عما حصل ويطلب الرأفة والشفقة، وينسب نشر الفيديو إلى امرأة سرقت هاتفه النقال، وختم كلامه بالبكاء الذي سوف لن ينفعه.
إنها مأساة معلم " مريض نفسانيا " لم يحسن التصرف ، حينما أساء لطفلة عبر تصويرها داخل فصل الدراسة و أحط من كرامتها أمام رفاقها التلاميذ ، مما يعد جريمة يعاقب عليها القانون بغض النظر عمن نشر الفيديو ، أهو أم المرأة التي يتهمها.
وللعلم ، فإن وزير التربية الوطنية أصدر قرارا بتوقيف المعلم " المشؤوم " في انتظار إحالته على المجلس التأديبي. علما بأن ما اقترفه من فعل إجرامي يستدعي متابعته قضائيا.
لكن لا ينبغي أن لا نتوقف عند هذا الحدث ، لأن المشكل أعمق من ذلك ، لأنه يهم منظومة التعليم العمومي برمتها ، التي في وضعية متأزمة ، منذ سنين ، تستوجب حلولا عاجلة لإنقاذه ما يمكن إنقاذه .
إن التعليم العمومي بالمغرب يعاني من أمراض بنيوية عميقة ، نتيجة السياسات الفاشلة ، وكل الأوصاف العلاجية التي استعملت من قبل الحكومات السابقة لم تقضي الأمراض التي تحولت إلى أورام تنخر جسم التعليم ، وجل الوزراء على تعاقبوا على القطاع اعترفوا بهذه الوضعية المتأزمة وعجزوا عن الحلول الناجعة لعدم توفرهم على رؤية إستراتيجية . لأن المسؤولين على إدارة التربية والتعليم تركوا ، منذ مدة ، المرض بدون علاج حتى تحول إلى ورم استعصى علاجه.
وهذه الوضعية المتردية أنتجت ما يلي :
- عدد مهم من رجال تعليم غير مستوعبين للمهام الجسيمة الملقاة على عاتقهم ، ويخلون بشكل فظيع بالمبادئ السامية والمكتسبات الإيجابية التي كرستها بلادنا في مجال تكريس حقوق الإنسان ، ومنهم من يمارس على التلاميذ العنف المادي والمعنوي والنفسي ويلقنهم المفاهيم غير الصحيحة ، وأحيانا المفاهيم الخرافية.
- تلاميذ و طلبة غير مؤهلين علميا ومعرفيا ، وبالتالي غير قادرين على استيعاب تطور المعرفة والتكنولوجيا وعلى خدمة المجتمع ، مما قد تكون معه النتائج سلبية ، خصوصا إذا علمنا أن الدولة تصرف ميزانيات ضحمة على قطاع فاشل وملغوم .
وعلى الأساس، لا نستغرب عندما تنتج السياسة التعليمية بالمغرب مثل هذا المعلم الذي كان يصور تلميذته داخل الفصل الدراسي ويستهزئ بها وهي تكتب في السبورة عدد 5 بشكل صحيح.
إنه صنيعة سياسيات تعليمية فاشلة بالمغرب منذ بداية الثمانينات.
التلميذة الصغيرة ، التي تحمل إسم " نادية " ، كانت تقف أمام السبّورة داخل قاعة الدرس وتحمل طبشورة، والمعلم يصورها ويطلب منها أنْ تكتَب عدد 5 على السبورة، وسط ضحكات و قهقهات التلاميذ، حيث تعذر عليها كتابة هذا العدد بشكل صحيح ، ربما بسبب إعاقة ذهنية أو تخلف مدرسي . لكن الخطير في الأمر أن المعلم كان يستهزئ منها بعبارات مقززة ، عوض أن يأخذ بيدها، ويساعدها على تخطي عقبة الكتابة.
المعلم وجد نفسه أمام سيل من الانتقادات والعتاب الشديد من قبل أغلب من شاهد الفيديو ، فضلا عن كون قضيته طرحت في البرلمان ، مما دفعه إلى نشر فيديو ، لا تظهر صورته فيه ، يقدم من خلاله اعتذارا عما حصل ويطلب الرأفة والشفقة، وينسب نشر الفيديو إلى امرأة سرقت هاتفه النقال، وختم كلامه بالبكاء الذي سوف لن ينفعه.
إنها مأساة معلم " مريض نفسانيا " لم يحسن التصرف ، حينما أساء لطفلة عبر تصويرها داخل فصل الدراسة و أحط من كرامتها أمام رفاقها التلاميذ ، مما يعد جريمة يعاقب عليها القانون بغض النظر عمن نشر الفيديو ، أهو أم المرأة التي يتهمها.
وللعلم ، فإن وزير التربية الوطنية أصدر قرارا بتوقيف المعلم " المشؤوم " في انتظار إحالته على المجلس التأديبي. علما بأن ما اقترفه من فعل إجرامي يستدعي متابعته قضائيا.
لكن لا ينبغي أن لا نتوقف عند هذا الحدث ، لأن المشكل أعمق من ذلك ، لأنه يهم منظومة التعليم العمومي برمتها ، التي في وضعية متأزمة ، منذ سنين ، تستوجب حلولا عاجلة لإنقاذه ما يمكن إنقاذه .
إن التعليم العمومي بالمغرب يعاني من أمراض بنيوية عميقة ، نتيجة السياسات الفاشلة ، وكل الأوصاف العلاجية التي استعملت من قبل الحكومات السابقة لم تقضي الأمراض التي تحولت إلى أورام تنخر جسم التعليم ، وجل الوزراء على تعاقبوا على القطاع اعترفوا بهذه الوضعية المتأزمة وعجزوا عن الحلول الناجعة لعدم توفرهم على رؤية إستراتيجية . لأن المسؤولين على إدارة التربية والتعليم تركوا ، منذ مدة ، المرض بدون علاج حتى تحول إلى ورم استعصى علاجه.
وهذه الوضعية المتردية أنتجت ما يلي :
- عدد مهم من رجال تعليم غير مستوعبين للمهام الجسيمة الملقاة على عاتقهم ، ويخلون بشكل فظيع بالمبادئ السامية والمكتسبات الإيجابية التي كرستها بلادنا في مجال تكريس حقوق الإنسان ، ومنهم من يمارس على التلاميذ العنف المادي والمعنوي والنفسي ويلقنهم المفاهيم غير الصحيحة ، وأحيانا المفاهيم الخرافية.
- تلاميذ و طلبة غير مؤهلين علميا ومعرفيا ، وبالتالي غير قادرين على استيعاب تطور المعرفة والتكنولوجيا وعلى خدمة المجتمع ، مما قد تكون معه النتائج سلبية ، خصوصا إذا علمنا أن الدولة تصرف ميزانيات ضحمة على قطاع فاشل وملغوم .
وعلى الأساس، لا نستغرب عندما تنتج السياسة التعليمية بالمغرب مثل هذا المعلم الذي كان يصور تلميذته داخل الفصل الدراسي ويستهزئ بها وهي تكتب في السبورة عدد 5 بشكل صحيح.
إنه صنيعة سياسيات تعليمية فاشلة بالمغرب منذ بداية الثمانينات.